الغزالة يوم الأحد

قاسم حداد
(شذرات)

صدر عن دار "الغاوون"
مارس 2010

1

الغزالة يوم الأحدتنسى !؟
لِـمَ لا،
تكتبُ شعراً جديداً كلما نسيت،
النسيانُ صقلٌ للمخيلة.

2

هل أنت حر بما يكفي لأن تقول لمن تحب: أحبك،
من غير أن تقول له: أنا أحبك.
بمعنى،
أن تتحرر من زعمك أن حبك له كرمٌ منك عليه
من ذاتك الأعلى منه.

3

المكر من الصفات التي تغري بالكسل،
لمن يتوهمون أنهم أذكياء إزاء أخطائهم،
وبدون هذا المكر سوف لن تكتشف موهبتك في مراوغة الزمن.

4

في سهولة خارقة سيكون لك أن تفرط بالمقعد الأمامي في سهرة التبجيل، لكن الحصول على هامش خارج الصالة هو من بين أحلامك المتعثرة.

5

فيما أنت تداعب أحفادك برواية بطولات حياتك،
سيفوتك أنهم يراعون حاجتك لتنشيط الذاكرة الواهنة،
فلا تبالغ في دفعهم إلى السأم.

6

لسنا سلفا لخير خلف،
نحن التجربة الخائبة التي يكترث بها قليلون
وهم ينتظرون حافلتهم على رصيف حياتهم،
وثمة من ينظر إلينا بغضب لا يزال.

7

هل تؤثث بيتك فيما تحلم أن تدبّ الحياة في كائناته؟
فإذن يتوجب عليك البحث عن التحف الأكثر قدرة على النجاة من رتابة المكان.

8

لا تغضب مني،
لكن الحق أنك لا تصلح لغير انتظار شخص يحسن القراءة أكثر منك.

9

ممن تريد أن تنتقم وأنت ترفع صوتك أثناء الحديث،
هذه امرأة لا علاقة لها بما تعتقد أنها الحقيقة،
أنت في قاع المحيط وهي في المقعد الخلفي من العربة.

10

ليست مزاعم فارغة،
تلك التي تسوقها عن احترامك للمرأة،
نحن نصدقك بالفعل،
وما عليك إلا أن تثق في ذلك .. معنا.

11

تتقدم بثبات،
وأنت تفسر للحضور تعقيد هندستك لحرية بيت الزوجية،
في حين تغفل عن سلسلة مفاتيح منسدلة من حزامك.

12

عبثاً أن تبحث عن الحب في حياتك،
هل يظهر عليك أنك ميت مؤخراً؟

13

منذ أن بدأ الطفل يتلعثم بالحروف الأولى من الحياة،
كان علينا أن نصغي له،
فليس ثمة وقت،
إذا لم نفعل ذلك باكرا، لاكتشاف موهبته في العائلة
كيف يتسنى لنا تكوين هذه العائلة.

14

بين يديّ الناسك،
تتعلم الخضوع للشكّ في الحقائق،
لا لكي تكون خاضعا،
لكن لئلا يثق الجبروت في نفسه.

15

أشياء كثيرة يمكن أن تنجو منها لحظة موتك، ليس من بينها الحياة.

16

لن تفكر في التفاصيل،
إلا بعد أن تعرف أن الآخرين
قد اكتشفوا سبلك التي سلكت قبل أن تصل.

17

ليس قلبك وحدك،
حين يتعلق الأمر بالحب.

18

دع لحيوانك المحبوس أن ينال حقه في الهواء،
قبل أن تطلقه،
فالأجنحة تحتاج لمسافة طويلة
بين القوادم والريح.

19

صدقك يجب أن تصدقه وحدك
قبل آن يصدقه الآخرون معك.

20

في اللغة،
كلمتا : الحب
والحقد،
تشتركان في الإيقاع
وتختلفان في الحقل الدلالي
وتذهبان الى النقيض في الممارسة،
وبينهما حرفان حاسمان للخاتمة،
الباء و الدال: ( بد )،
لو تعرف ماذا يفعلان في قسر حياتنا
وهذا ما قال به المتصوف "ابن سبعين":
"بـدّ العارف".

21

أمضى سنوات الموسيقى بلا مكان ثابت يتلقى فيه كلام الآلهة، وبعد أن بدأت الكنائس في عزف أعماله
صارت بيوت الله كلها له.

22

ذوقك!؟
هذا صحيح، لكنه لا يصلح لغير ذلك،
قصيدتي ليست على ذوقك،
وذوقك ليس قانونا لها.

23

من يعرف أنك الجدير الوحيد بقلبها،
ربما علينا أن نعرف كيف نصوغ سؤالا جديرا بها.

24

ثلاث دقائق فقط في خدمة الملاك،
ستكفي لقضاء بقية العمر في صقل الريش
وابتكار الأجنحة.

25

إذا استطعت أن تدرك الحلم آن اكتماله،
سيتحتم عليك التواضع قليلا وأنت تزعم النوم.

26

الضغينة لا تكفيك،
فما تحمل عبئه وأنت تهذي لفرط وحشة روحك،
يضعك في الوحش الضاري،
وهي المرتبة المتقدمة من الجحيم.

27

اكترث قليلاً قبل أن تثق كثيرا،
فأنت لم تعرف شيئاً بعد.

28

أما أنهم يعرفون حقيقتي،
أو أن لا حقيقة لي جديرة بالمعرفة،
فما يفعلونه بي لا يعنيني.

29

مثل ضبع،
يواصل الجري خلف ظله الهارب،
لا يستطيع التوقف والالتفات للتأكد،
فعنقه لا تساعده على إدراك البصر ولا البصيرة.

30

هل تسأل عن الباب!؟
ليس ثمة باب،
لا تدخل
لا تخرج.
هذه حياتك.

31

لست ضعيفاً إلى هذا الحد،
فلديك ما يكفي من الوقت لصناعة مصيرك،
اترك كأسك على الطاولة،
وابدأ الترنح.

32

تحت الشمس،
على تماثيل الشمع أن تقنعنا بذلك.

33

لا تفسد وقتك بالتفكير في إسداء النصح بما يفيد،
لقد فات الأوان.

34

أحياناً،
يكون الحل الوسط، بمثابة أرجوحة،
تصيبك بالحول، وتقلب أخلاطك، وتمنح العبث
ذريعة.

35

الرائحة التي تصدر من هذه المدينة،
تنفي الاختراع القديم لبيوت الراحة.

36

تريد أن تعرف ما الذي يدفع الحيوان للخجل؟
حاولْ أن تقلده.

37

حر أنت في الظن بأنني أوافقك الرأي،
غير أنني أريد أن اعرف كيف لظنونك أن تكون مفيدة
حين لا أكون كذلك.

38

قلت لك،
المسافة بينك وبين الحيوان، هي من مسؤوليتك
وليس من مسؤوليته.

39

في صالة السينما،
الظلام هو شرط ينقض أضواء الخارج، ويفضحها.

40

كلما توغلت في الحب، صار صعباً العودة عنه،
بلا تضحيات،
كأن تذهب أكثر إليه.

41

حرب هندسها آخرون،
نتفرج على أنفسنا في أتونها،
كواجب وطني.

42

امرأة،
تذهب وحيدة إلى البحر،
تسر له: " ثمة رجل خذلني وأبحر عني،
هل لك أن تغرق سفينته،
لكي يعود لي.

43

للدين أن يتحرر من الإنسان،
فقد بالغ هذا في الإيمان بأن هذا الدين
له وحده ..
وحده ضد العالم.

44

منذ وعيت على الكلمة،
رأيت الأبجدية جديدة كل يوم،
والقواميس تهرم.

45

فتح لها قلباً كان يحمله في كفه،
وأخذ يحصي لها الجراح والغرف الشاغرة،
وبعد أن فرغ من كلامه،
أغلق جيبه،
وطفق يبحث في جيبه الآخر عن قلب وجراح وغرف
وكلام آخر.

46

أولادك يعرفون أنك ساهمت في خلقهم،
لكن ليس حتمياً قدرتهم الإسهام في خلقك،
لقد اكتملتَ.
وهم يذهبون الى الحياة.

47

من أين سيأتيك الشعور بالقلق،
وأنت تزعم بأن الله قد خصك بالحكمة.

48

كلامك عن الشعب مبالغة فادحة،
لا يساويها سوى اعتقادك بجدارتك الخالدة
لقيادة الشعب الى الأبد.

49

أنظر إليه،
لفرط عقمه،
يصرخ في أمته أن تكف عن الإنجاب.

50

الحروب الكثيرة
تصقل النصالَ
لكنها تقتل الفارس.

51

تخطئ ؟!
لِـمَ لا !،
الخطأ حقك
وهو معجزك أيضاً،
في خضم العمل الذي تجترحه،
خطؤك،
شرارُ ضوءٍ يفضح العتمة
كلما أوشكتْ،
فلماذا تخشى الخطأ
الخطأ أجمل من الصواب
وأكثر غموضاً
وغنىً،
وطريقك الملكية نحو الكشف.

52

ضع العشقَ على الصهوة
وانطلق
لا تخشَ طريق الغموض
ولا يردك الغيم،
عشقك قنديلك في السفر والإقامة
لا تدع المكان يأسرك
ولا تؤخر فرارك.
العشق علاج القلب
السفر تعويذة المرض.

53

بصفحات قليلة من كتاب ''ألف ليلة وليلة''
تنال بعض قصص الخيال والخرافة
لكن ليست كل ورقة في الكتاب
هي بساط الريح والساحرة.

54

حتى إذا قلتَ رأيك
بأكثر الأصوات جهورية
وأحدثت الضجيج الذي يُفزع
ويقلق
ويستثير،
ستحتاج دائما
إلى القدر اللازم
من الحقيقة التي هناك،
في الضفة الأخرى
لدى الرأي المختلف.

55

كلما قدماك مغروستان أكثر
في طينة الأرض
ويطلع لهما جذور تغور
وتبرق لحواف الجذور
مقلٌ تجس الماء وتراه،
ساعتها
سيكون لذراعيك
لأصابعك
ولذوائبك
بشعرها الطائر
الطائش
أن تطال الغيم
وتضاهيه .

56

لأنه يأتي، ويحدث، وحتمي،
سيكون قريباً،
وليس لنا أن نهابه.

57

ينصحك شخص بالتروي،
يتوجب عليك الشك،
فربما كان يدربك على الخوف.

58

لماذا تريد أن تنتصر،
وعلى من انتصارك،
والأهم،
بماذا سيكون هذا الانتصار؟

59

أن تكون موجوداً،
ليس دليلاً قاطعاً بأنك حي.

60

أخباره يعاد صياغتها كل صباح،
وفي اليوم الذي يتأخر عن الفجر،
عليه أن يبتكر خبراً جديداً يسعف به النهار.

61

ليست صدفة أن يكون المنزل جنة الكائن،
فالجحيم يذرع المكان،
حارساً معسكره المضروب في الخارج.

62

هذه ليست رحابة،
وليس تريثاً،
لكنه ضرب من الأسئلة المكبوتة.

63

تقدم لكي تعانقه،
ذاك الذي يبذل لك عنقه الطويلة حتى السحاب،
بعد قليل لن تجد رصيفاً تجلس عليه في انتظار حافلة تنقلك
إلى حديقة تؤنس وحشتك.

64

سوف تفكر كثيرا قبل أن تطلق عقلك في حقل النار،
غير أن قلبك هو الكفيل بالقيادة
عندما يتعلق الأمر بقراءة الجمر.

65

سكوتٌ عن ظلم،
يصنع قالباً على شاكلته.

66

وأنت تصوغ وصاياك،
تبصّر ملياً في تركتك مما صنعت.

67

الحقل هو مكان الحيوانات المنتجة،
غير أن العمل هو الذي يمنح المكان طبيعته،
ويجعل من الكائن حيوانا منتجاً في حقله.

68

مرة واحدة فقط تنال المعرفة لتدرك مكانتك في الحياة،
وبعدها عليك أن لا تفرط في هذه المنحة،
فمن يعرف،
هو من يستطيع الذهاب الى مكان يحبه،
ويكون جديرا به.

69

من المكان القصي في قلبك،
يتسنى لك أن تقترب من عقلك،
دون أن تكترث بالوسائط،
ولا تعول على النتائج.

70

ليس ثمة ما يمنعك من التضرع لمن تحب،
الآلهة تسند قلبك.

71

أن تصغي لحركة الدم في الشرايين والأوردة،
هذا هو الإبداع،
سيفهمون نحيبك،
ما عليك سوى مواصلة ذلك.

72

خفقات قلبك،
هي بمثابة دقات القدر المستمرة،
طويلة المدى، معلنة نهاية عرض عبثي،
يدعى الحياة والموت.

73

إذا تسنى لك اكتشاف جماليات الهدم،
يمكن أن تعي سر البناء الخاص للعالم،
بمخيلة نشيطة،
ومعاول رحيمة.

74

ستتألم،
أعرف ذلك،
ماذا أفعل لك،
لابد لي من خلع هذه الكلمة من فمك.

75

للخوف الحصة الأكبر في دوافع الإبداع،
فأنت لا تستطيع الذهاب الى العالم وحيداً،
وعارياً من الأدوات.

76

كيف يمكنك الزعم بأنك تكشف للقارئ دواخل الحياة،
ما دمت لم تكتشف دواخلك.

77

لماذا يقال: أن شخصاً لا يزال على "قيد" الحياة.
هل نحن في سجن نسعى طوال العمر لكسره
للخروج منه؟

78

ليست معركة جديرة،
إذا لم تكن قادراً على اختيار خصم جدير بك.

79

أنظر إلى المرآة،
هل ثمة بحر يتصنع الغرق،
هذا حجاب يصدّ الماء من الانسكاب.

80

هذا خطأنا،
نحن الذين اخترنا أن نكون عبيداً،
ها نحن الآن نطلب الرحمة من طغاة لا يريدون
أن يكونوا غير ذلك.

81

لن تعرف جدوى الوقت
حتى تجرب الانتظار الذي يسحقني،
انه الجبل ذاته،
جبل لا يفهم الدرس.

82

لا تصلي
مثلما يبدأ الفاتحون
انتخب سورة
تحيي بها الله
مثل الطفولة
مثل العذارى
يُحيّينَ عشاقهنَّ بليل العيون.

83

إذهبْ،
في سرادق الضجيج،
سيحب القاتل أن تفعل ذلك،
فربما قد سمح لك بالكلام
الكلام فحسب.
لكي تفعل ذلك،
إذهبْ .. وحدك.

84

قلب لكي تحيا،
قلبان لكي تحب.

85

الذهب ، أينما ذهب.

86

لا أحد يدركُ كُـنْـهَ السؤال
سوى موغلٌ في الغياب
ولا أحد يستحق اللحاقَ بنيزكِ أخبارِنا
غير أحلامنا الكاذبة

لا أحدْ،
لا أنتَ في عتمة النص
ولا فهرسٌ في كتابٍ
ولا فضةٌ ذائبة

87

سباق حواجز،
غير أن الحياة هي في هذه التضاريس اللانهائية،
حيث عليك أن تحسن القفز
باتزان لاعب السيرك السائر على الحبل المشدود،
تثب عن الأرض بحيث لا يصطدم راسك بالسماء.

88

أسبابك كثيرة لكي تنصح الآخرين بلا هوادة،
لكن لماذا لا تجد الوقت للإصغاء إلى نصيحة صغيرة من أحد؟

89

من غير أن يكون لديك بركان صغير في داخلك،
لا تحاول الزعم بقدرتك على تحريك قدمك الثانية.

90

ما الذي تحبه بالضبط،
وأنت تقضي ساعات طويلة تحاول شرح نظرية النسبية لحبيبتك التي يندر أن تلتقي بها؟
أعني ماذا تريد منها على وجه التحديد،
علماً بأنها من الرشاقة بحيث تكاد أن ترتفع عن مقعدها لفرط الولع،
بدون مساعدة آينشتين.

91

جدير بك أن تكفّ عن النوم أثناء الذهاب إلى الحرب،
لا وقت سيبقى لك لكي تفسر أحلامك،
فحين تستيقظ سيكون الوقت قد فات.

92

كلما أبحرت السفن،
صارت مكانة الشواطئ أكثر سمواً،
وازدهرت التجارة في الجزر،
وصار للمناديل والرسائل أن تفرح بالأجنحة الجديدة.

93

تضع أصبعها في مكان الجرح،
فيعرف الملح مكانته في كتاب الآلهة،
حيث يمتزج النبيذ بالدم
بخبز الجسد.

94

ستسعى إليها متمنياً أن لك أقدام الناس جميعها،
وحال أن تصل ستجد أن ليس لها سوى قلب واحد.

95

دع لحبك الوقت الكافي ليربي ريشه في صدرك.

96

قلت لك،
إن تقدير المسافة بينك وبين الحيوان،
هي من مسؤوليتك
وليس من مسؤوليته.

97

أن تحفظ الاحترام لمخالفيك،
فلا يليق بك خصومٌ غير محترمين.

98

صامتٌ،
ليس خشية من الكلام،
لكن ابتكاراً له.

99

حتى بالوردة
يستطيع شخصٌ أن يجرحك.

100

ناسكٌ،
لكنه يشتهي أن يقع في الولع،
لكي يختبر كونه لم يزل في الحياة.

101

ليس أن تبني المزيد من البيوت،
المهم أن تحسن فتح النوافذ في جدرانها
بالشكل والمكان المناسبين.

102

من العبث أن تسعى لتفسير ولعك،
لئلا تجد نفسك منهمكاً في تبرير وجودك.

103

اذهبْ إليه،
انه نصيبك الوحيد والأخير من الحياة،
فالإنسان لا يصادف حبا جارفا مثل هذا كل يوم,
رجاة أن لا تتأخر عن ذلك.

104

كلما فتحتَ الكتابة لكي تخط نصك الجديد،
وجدت مخلوقات غريبة تسكن هناك.
فإذا أغلقت التخت وعزفت عن الكتابة،
سوف تخسر نصك الجديد حالاً.

105

بين الدال والمدلول،
في نصوصك مسافة،
هي بالمقدار ذاته
المسافة بين الحلم وتأويله.

106

أسمعك، أسمعك جيداً،
ما عليك إلا أن تخفض صوتك قليلاً
لئلا يشك الآخرون في اختلافنا.

107

ليس دما فحسب،
هذا الذي تنزفه في سبيل دفاعك عن الحياة،
ثمة كتابة تتطلب هذا النوع من الحبر.

108

يكسرون الأغلال عن قدميه
يفكونه من القيد
يطلقون أسره،
لكنه لا يقدر على الحركة
قدماه أثقل من الحديد
والحرية أخف من الأمل.

109

كتابك
هو شجاعتك على البكاء
في حضرة الكون
حيث تنتحب وتجهش
وتشرف على التهدج
عندها
سترى كيف تجري دموعك الساخنة
جداول وأنهارا
تروي قلب الأرض الشجاعة بالحب.

110

لامبالاة الصداقة
تفريط فادح في العطر
ماذا ستفعل بوردة بلا رائحة؟
كان ذلك الدرس الذي أصغى له الغيثار
تحت شجرة المعرفة
وهو ينظر إلى عندليب
يذرع الأغصان جيئة وذهابا
والريح غير مكترثة به.

111

الحروب الكثيرة
تصقل النصال
لكنها تقتل الفارس.

112

سوقٌ تشتري منها كل شيء
تبيع فيها كل شيء.

113

الجشع مثل النار
والهشُّ مثل الهشيم،
كلاهما يغفلان عن إغلاق الباب
وإطفاء الضوء
قبل الذهاب إلى السرير،
السرير الذي عنده يلتقيان
ليناما فيه.. معا.

114

ليسوا شعراء،
أولئك الذين يدبّجون القصائد
وينشرون الكتب
ويقفون على الناس
يطرحون عليهم الصوت.
الشعراء هناك،
البعيدون في الأقاصي
حييون مثل حلزونة في صدفتها،
متوارين،
غير مرئيين
يتحصنون بيقظتهم
في غفلة الناس.

115

ليس باباً، الباب مغلقاً،
انه محض جدار،
فكرة الباب، في فلسفته،
أن يكون مفتوحاً،
أو قابلا للفتح
أو .. لكي يُـفتح،
أو يكون موارباً على الأقل،
لكنه ليس بابا
عندما يغلق
فأنت لا تستطيع أن تسمي الجدار باباً.

116

حين يذهب المفكر على القصر
فلكي يوفر على الصيدليات
صرف المزيد من المسكنات.

117

هؤلاء الذين لا يكفّـون عن الذهاب الى طرف الميزان،
فلأن الموقف الرصين يفقدهم توازنهم.

118

لا يتركون للمؤمن حرية الانفراد بدينه،
خشية أن يكون الشيطان ثالثهما.

119

كيف تريد أن تكتب إذن،
وأنت لم تعد تقرأ، ولا تحسن الإصغاء
ولا تحاول فك أبجدية المعرفة،
القراءة زيت قنديلك
أيها القابع في ثقة الموسوعة.

120

لكي تدرك جمال موسيقى اللغة
وضرورة الإيقاع في الكتابة،
انطق كلماتك،
أصغ إليها،
واسمع صوتها.
فالحروف هي أجراس الملائكة
الصمت يحبسها
والصوت يطلق لها الفضاء.

121

أفضل طريقة لتفسير أحلامك
هي سردها،
روايتها على اقرب قلب.

122

الشرفة،
هي إسهام العشاق في هندسة المعمار
وجماليات المكان
واندلاع الحجر.

123

كأن بالمتنبي يشير إلى القلب،
عندما قال:
" أنا من نظر الأعمى إلى أدبي"

124

لا تذهب إلى الآخر،
بوصفه شَرَكاً،
لكن باعتباره شريكاً.

125

تسع طرق لكي تخسر صديقا،
وطريق واحدة فقط
لكي تكسب الصديق:
الصدق.

126

الفن مثل الدين،
كليهما يأتي من مصدر واحد:
المخيلة.
غير أن كل منهما يذهب إلى مكان مختلف.
يذهب الأول إلى الحرية
فيما الثاني يتطلب الامتثال.

127

واصل في شرح عملك الفني،
فلن يفسد ابداعك شخصٌ مثلما تفعل.

128

يتمتع القارئ بقصيدتك،
فقط حين تكون قد كتبتها بنفس الدرجة من المتعة.

129

يتوجب أن تكون في أقصى درجات الانتباه،
لإدراك اللحظة المناسبة لإنهاء قصيدتك،
فربما قتلت نفسك
قبل أن تختم قصيدتك.

130

يظهر الدين ضعفه وخسارته
على أيدي منافحين عنه بالقوة.

131

زاهد الى هذا الحد،
عليه أن يتقدم أكثر ليعرف الحياة.

132

مقدمات الكتب، جسور معلقة،
فراغ فوقها، فراغ تحتها،
تضيع فيها النكهة الأصيلة للنص.

133

ليس في النوم شيء
سوى الظلمة
لمن يذهب بلا أحلام.

134

تتكلم عن الحرية كثيرا، تفقدها.

135

الشعر،
أفق أكثر منه عتبات.

136

يموت تسعة أشخاص في مقابل واحد يولد،
كلما غفلنا عن الأموات.

137

قل أنك حر، لنتأكد من ذلك،
الواقع هو سعيٌ دائم.

138

بعد كل اغتسال،
تترك في المغسل قدر مثقالين من حقيقتك
يزيحها الماء عن روحك،
التطهر ليس نزهة.

139

تصبر على ذلك،
لأنك اقل منه،
عليك أن تجتاز اختباره، لأن تنتظره.

140

دع الضغينة على قارعة طريقة
فيما تذهب إلى الدفء،
فالنار لا تحب الوسائط.

141

الدين هو ما تعتقده
وليس ما يعتقدك.

142

كان النبي يحتاج قدر أكبر من النوم،
لكي يزيح عن كواهلنا عبء الكوابيس.

143

حين كان "الزير سالم"يهلهل الشعر العربي لحظة تأسيسه،
كان يفعل ذلك مع النساء أيضا،
أخذ العرب عنه الشعر، وتركوا النساء.

144

يأسك،
هو اكتشافك المتأخر بأن ليس ثمة أمل.

145

تظن أن، المذهب، العقيدة، الطائفة،
هي حصنٌ يحميك،
فإذا بها جدار يحجبك،
ويحجب عنك.

146

الفساد ليس ذريعة كافية للفساد،
يتوجب أن تكون فاسداً،
لكي تقبل هذا العذر.

147

لا تضع اعتبارا للوقت،
فيما يفوتك أنه رهان حياتك،
فغدا هو نفي لعمرك،
وتأنيب فادح لجهلك الفيزياء.

148

سلطة الجمع والمنع العربية القديمة لا تزال،
سلطة تملك وتحكم في آن،
لا يصح أن تجمع بين الاثنين
وتمنعهما عن غيرك،
فهذا نظام يختلف عن إثنين :
الديمقراطية والمجتمع المدني.

149

سيتذكر التاريخ،
فقط عندما تقاوم موهبة النسيان.

150

ظلامك دامسٌ،
بقدر سطوع ضوء الآخرين حولك.

151

علينا أن نجمع القرائن،
حين يتعلق الأمر بالفقر،
لكن عند الحديث عن الغنى الفاحش،
سنحتاج للبحث عن القرائن.

152

ليس ترفاً أن نسأل عن الوقت،
فالوقت لن يكترث بأحد.

153

صرير الآلة يطغى على أنين البشر،

154

جسدي يختبر المحن،
وروحي تحصد النتائج.

155

يشعلون القناديل حول جثمانك،
تلك التي أطفئوها عنك في حياتك.

156

تفشل،
تفشل كثيراً كلما حاولت الدخول،
فقط لأنك لا تبتكر بابك الخاص.

157

فرق شاسع،
بين أن تستخدم القصبة عكازا،
وأن ترى فيها ناياً.

158

هؤلاء،
الذين يصرخون ضد الحرب
لكي تندلع.

159

يقف، وبطرح سؤالاً على المحاضر،
لا لكي يعرف،
لكن لكي يعلن.

160

بانتفاضة رأس غواص يخرج من اليم،
نافثا أنفاسه المقطوعة،
يمكننا استحضار تاريخ كامل،
من هواء ناقص،
حاول أن يعثر عليه رجل في الأعماق.

161

ليس مجرد كسر صغير في عظم الساق،
لكن فكرة أن يكون الإنسان أصله طائر "لقلق"،
حيث الوقوف على ساق واحدة هو اختيارٌ وليس جبراً.

162

الكمان هو التقليد الفاشل لصوت الوحي
ساعة الرسول.

163

كلما رأيت عجوزاً تمسك بيد زوجها العجوز
لئلا يتعثر على الرصيف،
تحسست يداً متوقعة غير موجودة.

164

هذه هي الحكمة،
أن تنظر على الحاضر من شرفة المستقبل
وليس من قاع الماضي.

165

يصغي إليك، لأنه أكثر بؤساً منك،
يدرك حالك،
ويريد أن يتبادل مع المواقع.

166

الكتاب الشباب، بيقظة الموهبة وتبلور المعرفة
هم الجرعة الجريئة لفضح سوءات أسلافهم،
بوصفهم قد أخذوا الدرس بقوة.

167

يؤمن بالأفكار،
مثل منجل يتسلى بمغازل الحرير.

168

وأنت تصغي الى الموسيقى،
تغمض عينيك،
لئلا ترى ما تفعله فتخجل،
لفرط بساطته وتعقيدك.

169

الإنسان الطبيعي،
يباهي بأنه أقوى من الآلهة كلها،
ولا يكترث بها.
وفي لحظ الضعف سوف يصرخ:
يا ربُّ.
هذه طبيعة إنسانية خالصة،
الفشلٌ في تقدير القوى.

170

" أكاد اسمع النخيل ينشج المطر".
لا يكفي أن تكون شاعراً كبدر شاكر السياب
لكي تتخيل هذه الصورة،
يتوجب ان تكون فلاحاً لتشعر بها.

171

سيتعب،
وهو ينتظر لكي تفتح شباكها،
راح يرسم بيتا
وشرفة
ونافذة مغلقة
ويفتحها.
كان يعرف أنها ليست هناك.

172

بضغينته الحميمة،
سيبوح بصراحته النقدية،
كمن يهرش لك جلدك بظهر محارة.

173

تعرف أنه سراب،
لكنك تذهب،
تتيقن من ذلك حين تصل إليه.
فهو ليس كذلك قبل وصولك.

174

يجلس ضجراً منها،
لا تتوقف عن الثرثرة،
ولا تكف عن الزعم بأنه سلوتها الوحيدة في هذه الدنيا.

175

" التماثيل حين تنحني، تنكسر".
لا اذكر من قال هذه الكلمة؟
لكنني اسمع هشيم أحجار هنا.

176

ضع خصومك في مهب استغرابك من ذكائهم الخارق،
يظنون أنه كذلك،
ويحترمون خصماً ذكياً .. مثلهم.

177

كانت دموع يسوع على الصليب أكثر غزارة من دمه،
ندماُ على تصديق وعوده.

178

هل رأيت البحر بوصفه حكيماً سريع الغضب؟
حتى في طيشه يمكنك أن تثق في سعة صدره،
مع أبناء عاقين.

179

لم يفعل "المتنبي" شيئاً إزاء سيف الدولة،
فكليهما يريد أن يحتفظ بالاثنين معاً:
السيف و الدولة.

180

الشيء الآخر الذي تفعله، فيما تستمع الى الموسيقى،
هو ما يصقل مرآة روحك،
لكي ترى بغموض أكثر.

181

ليس هذا من شأنك،
إنه حرٌ في اختيار حجم خسارته،
عليك فقط تفادي أن تكونَ جزءاً من تلك الخسارات.

182

لا يشغلك تأليف الكتب عن قراءة الحياة.

183

أعرفُ أن الدين هي بمثابة عامل يساعد على حب الحياة،
ومواصلتها،
لماذا لم أعد، أشعر بذلك .. منذ "هؤلاء" ؟

184

عندما تحب "المعري" أكثر من "المتنبي"،
عليك أن تتأكد ما إذا كان الثاني قد أدرك نعمة البصر
بقدر إدراك الأول نعمة البصيرة.
لكي تحب الاثنين معاً.

185

ستتمنى أن لديك ذلك العدد الهائل من الأقدام،
لتجوب جميع هذه الدروب.

186

ليس سهلا تقليم أظافر وأنياب نفسك،
ستحتاج أدوات بالغة العمق والصرامة،
وحينها سوف يكون ذلك غير مجد.

187

أخسرْ بقدر طاقتك،
المنجم هو الذي كلما فقد المزيد من ترابه وحجارته
منكشفاً عن دواخله الكريمة.

188

البرزخ الزمني
يكمن في قدرتك على التخلي عن المراوحة
في الزمن ذاته كل هذا العمر.

189

اطرق جدار غرفتك،
النوافذ تنشأ من هذا الطرق.

190

الموسيقى فقط هي الميزان الذهبي للزمن،
فالعنصر الكوني للفيزياء يظل افتراضيا الى أن تصدح الموسيقى.
حتى أن "زوربا" فيما يغني ويرقص، كان يؤرجح ذراعيه في هيئة كفتي الميزان.

191

يؤلف كتباً ويرصفها على شكل درج يصعد عليه،
لذلك سيظل مستمراً،
لا يتوقف عن تأليف الكتب،
و لا يصل.

192

يقينك،
جدارك المتين الذي يحميك من هواء المعرفة.

193

لا تصدق الوسطاء المعاصرين،
الله لم يعين أحداً وكيلاً له،
في الهزيع الأول من القرن الواحد والعشرين.

194

عليهم أن يتواضعوا ويخجلوا،
هؤلاء الذين يتنادون للدفاع عن الله،
هل يمكن أن يحتاج قويٌ مثله،
لضعفاء على شاكلتهم؟

195

في الإبداع،
المكان هو عنصر السبر المتواصل للتجربة،
مخترقاً الزمن.

196

بدون هذا الإيقاع، العميق المحتدم، في أشياء الحياة،
كيف أكتب قصائدي.

197

هل ترهقك الكآبة؟
فإذن ماذا تسمي محاولتك محو الظلام
عن عتمة أحلامك؟

198

الماء ليس مهندسا لكي يبتكر النهر ويشقه،
انه مجرد راكب يصعد الحافلة
ذاهباً الى البحر.

199

الله ليس في واردك،
فهو يعتمد على ذكاء مخلوقاته،
وليس من الذوق أن تخذله.

200

ليست صدفة أنه مسئول عن موتنا،
أن أحداً غيره لا يجدر به تحمل عبء
هذا الصنيع الفظيع.

201

الموسيقى هي الاسم الحركي للكنيسة،
فكلما كبر الأورغ ارتفعت أسقف الكنيسة.

202

تقذف طوق النجاة في اللجّ وتقفز فيه،
تتدرب على إنقاذ نفسك،
لتفشل دائماً.

203

ليست هذه غرفتك،
افتح الباب وأخرج،
إنها في الخارج.

204

تزخر بهم الصحراء،
غموضهم يجعل الماء سراباً.

205

رجل الدين، شيء آخر
غير الدين،
فهو، بالمعنى التقني،
ليس ديناً.
الدين ليس رجلاً.

206

لا تصلّي
مثلما يبدأ الفاتحون
انتخبْ سورةً
تحييّ بها الله
مثل الطفولة
مثل العذارى
يُحيّينَ عشاقهنَّ بريش الجنون.

207

ثمة محطات لا تحصى
غير أنك عارٍ من الوسائل
و لا تكاد تدرك
هل أنت ذاهب أم آتٍ.
وسائلك هي الطرق والطريقة.

208

ثمة سياقٌ رائجٌ إلى الديمقراطية، يتمثل في سلوكٍ لا يختلف كثيراً عن الذهاب إلى الوهم.
وهمٌ يضاهي التضرع لقاتل لكي يغفر .. ويعفو.

209

الجوهر ليس في الرواية
ولكن في الرؤية.

210

دع المرأة تأخذك الى الدرس
قنديلها يضيء خطى قلبك
ويعفو عن خطاياه.

211

ربع أخلاطك معرفة
والثلاثة أرباع الباقية حواس.

212

ضغينتك ليست مقياساً
ولا دليلا هادياً،
ثمة من يقطع نصف الطريق الى حبك
دون أن يعرف أنك متمترس بظنونك.

213

غالباً،
تبدأ الأمم في اكتشاف ذاتها
بعد فوات الأوان.

214

ثلاثة أرباع الحقيقة
كذب تحرسه السلطات الثلاث.
يلزمك سلطة رابعة، حرة
لفضحه.. بالربع الصادق.

215

حتى وإن كتب "دانتي" تسع كتب أخرى
عن الجحيم،
فإن الله لن يعيد النظر في إحباطنا.

216

لن يكترث بالأخلاق
وهو يسعى الى ما يريد،
فكيف يعبأ بالقوانين
في سبيل الحفاظ على ذلك.

217

بحرٌ يدرب الموجة على النجاة
لكنها تغرق،
دائماً تغرق.

218

يقول : " لك الحرية"
و المفاتيح في يده.

219

حان الوقت لتنظيف بيت الأسماك،
وحماية الزرقة من جشع الوحش اليابس،
ليست مصادفة كونية
نوم الأسماك الأخير وعطش الماء.

220

الإنصاف.. تطلبه،
تسعى إليه،
لكن العدل يتوجب أن تناله.

221

التشدق
مهارة تختلف عن الفن.

222

الأخلاق ليست قيمة مناسبة للنظر الى الفن وتقديره، فلكي ترى الأحلام، لابد من أن تغمض عينيك وأن تكون نائماً.

223

كاتب جيد،
ذلك الذي يكتب ساعيًاً لنيل عقل القارئ،
لكننا نريد أن نكون كتاباً ممتازين،
بكتابة تخطف القلب.

224

يبدو حزيناً،
ويتضاعف حزنه كلما تقدم في المعرفة،
ينظر إلى غبطة الغافلين بإشفاق.

225

نظر "سقراط" في عينيّ الشخص الذي يناوله سمّ الشوكران،
وأدرك كم أن ذلك الشخص قد مات قبله.

226

مسؤوليتكم أن تعلنوا لهم الفرق بين الواقع والحقيقة"
غيمٌ غامضٌ يقول لكم.

227

لا تعول كثيراً على جهل الحمار،
لئلا يختلط الأمر.

228

كلما خسر السياسي معركته،
وضاقت خياراته،
تضاعف استعداده لارتكاب الحماقات.

229

خدمة القضايا النبيلة بالفن،
تصقل موهبة الفنان،
كموظف محتمل.. لخدمة قضايا أخرى.

230

منذ أن يبدأ الطفل يتلعثم بالحروف الأولى من الحياة،
علينا أن نصغي إليه،
فليس ثمة وقت،
إذا لم نفعل ذلك باكراً، لاكتشاف موهبته في العالم،
كيف يتسنى لنا تكوين هذه العائلة.

231

ليس أن تبني المزيد من البيوت
المهم أن تحسن فتح النوافذ في جدرانها
بالشكل والمكان المناسبين.

232

أن تحسن قراءة التاريخ،
لكي تتعلم كتابته.

****

 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى