لقاءات

قاسم حداد: لست متفائلاً لما يروجون له
فرحي بالجازة بدأ في الوضوح كلما تضاعفت تهاني الأصدقاء

حاوره : هاشم الجحدلي

جاء نبأ فوز الشاعر البحريني قاسم حداد بجائزة حقل الشعر في الدورة السابعة لجائزة سلطان العويس الثقافية ساراً لكل من يحب الشعر .. وشعر قاسم بالتحديد، خاصة و أن مسيرته الطويلة مع الشعر والتي بدأت منذ السبعينات مازالت منذ بدايتها وحتى الآن تختط أشكالاً جديدة ولغة أجد في كل إصدار لها ، وهذه الإصدارات التي تمثل هذه التجارب ما زالت تزخر بإيقاع حي دائماً.
(عكاظ) نقلت تهاني قرائها و كتابها إلى قاسم وحاورته حول الشعر و الجائزة .. وراهن الثقافة في ظل هيمنة رجل الأعمال، فجاءت الإجابة صارمة ولاسعة تضيء وتكشف .. وتحدد كيف صار الحال مأساوياً .. ولكنها لا تدعو للموت بل للحياة .. وللتفاؤل .. فإلى نص الحوار :

* جاءت الجائزة، جائزة كبيرة، معنوياً و مادياً. هل ترى أي بارقة نور تلوح في ثقافتنا العربية، أم أنها خصوصية لهذه الجائزة فقط، ولا يمكن تعميمها؟

- أنظر حولك. هذا سؤال بمثابة الجواب. لست متفائلاً بما يروجون له.
الأمل لا يبحث عنه. انه أما أن يكون موجوداً أو غير موجود. حالياً فكل ما يجري هو تأجيل القتل قلياً لكي يبدو موتاً. وعلينا عدم الركون إلى كل ما يجري إشاعته من مشاريع تطالنا من الحنجرة حتى الاحليل. أما إذا أردت بأن حصول شاعر هنا وشاعر هنا تكريماً يستحقه في هذا الواقع المنهار، فأقول لك لابد لنا أولاً من تقديم العون لهذا الواقع لكي يتبذل في انهياره كاملاً، فيما نفكر في طريقة تفادي الشراك المنصوبة لمواقع أقدامنا.
أقول هذا لكي أشير إلى أن مثل هذه الجائزة ما هي إلا كناية عن بصيص النور المنسرب باختناق من تحت عقب الباب الهائل السميك.

* أنت شخصياً، كيف استقبلت الجائزة، وأي نوع من فرح استبد بك؟

- شعور مفعم بالرهبة وعدم القدرة على اتخاذ وضع الاستعداد لمسيرة مارش المستقبل المشحون بمهمات إضافية. لم يكن الفرح واضحاً إلا في عيون أفراد العائلة الذين يستحقونها أكثر مني بما لا يقاس، فالحقيقة أنهم احتملوا معي الحياة التي صاغت لكم الكثير من الكتب وما لا يقاس من كبت المتع الصغيرة التي يجري تداولها في الحياة كترف زائد.
هذه هي الحقيقة التي يعرفها جيداً مئات المبدعين العرب، والذين يجب أن ينالوا التقدير بأشكال كثيرة إضافة إلى الجوائز، وإلا فيجب أن نكف عن الزعم أننا من سكنة القرن التاسع عشر وليس الواحد و العشرين.
فرحي بالجائزة بدأ في الوضوح كلما تضاعف ورود اتصالات الأصدقاء للتهنئة ومشاركة اللحظة. لكن الحقيقة أن ارتباكاً غامضاً خالجني في الساعات الأولى، كما لو أنني لم أكن مستعداً مثل هذا الموقف، بالرغم من أن كلاماً كان يدور حول ترشيحي لنيلها منذ سنوات.

* أنت الفائز بها، وتستحقها، ولكن من ترشح لها في الأعوام القادمة؟

- أنهم كثيرون، ولحسن الحظ أنني لست عضواً في لجان التحكيم وإلا فان مؤسسة جائزة العويس سوف تتعرض للإفلاس في دورة واحدة.

* أصدرت قبل أشهر مجموعتك الكاملة، وها أنت تفوز بجائزة معتبرة، ماذا ترى يهيئ (تبر الزمان) لك من شعر و أحلام؟ ولمن تهديها؟

- إذا تيسر للشعر أن يسع أحلامي، فان ثمة كتباً كثيرة أحلم بها.

* أنت مجدد، طليعي، متقدم، غير متفق عليه. ألا ترى أن هذه الجائزة خرجت عن مألوف الجوائز العربية المتكلسة و الغارق في التقليدي دائماً؟

- الجثة فقط هي ما يتفق عليه. وإذا صح تقديرك لما تقترحه كتابتي الشعرية ضمن سياق الشعرية العربية، فمن الضروري (حضارياً) عدم قصر التجديد على جيل بعينه. فالروح الرحب الذي يمنحنا إياه الشعر يجعلنا نتمنى على سبل تقدير المبدعين العمل على تفادي حكم القيمة الذي وصفتهم به. يبقى على القائمين على الجوائز العربية، إذا زعموا يكرمون الإبداع ويعبرون عن تقديرهم للمبدعين، أن يؤمنوا بأن المستقبل هو قرين الجديد دون أن ينفى خبرة التجربة. وإلا فإننا سوف نصادف صعوبات كثيرة في محاولة الاقتناع بأن مجرد منح المال هو في حد ذاته هبة يمنحها أصحاب الأموال كفائض قيمة لحياة ليست في متناول الآخرين. الحضارة هي دائما تتصل بالجوهر وليس بالمنظر، لئلا تتحول الجوائز إلى صقل مناظر المشهد العربي .. فيما يتفضل بالانهيار.

 

السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى