صحافة
جائزة سلطان العويس

الذين كرمتهم جائزة العويس

يوسف أبولوز

كوكبة من أخرى من المبدعين العرب تكرمهم جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في دورتها السابعة، فقد فاز بالجائزة كل من الشاعر قاسم حداد، و القاص و الروائي زكريا تامر والقاص محمد البساطي والباحث عبدالوهاب المسيري والناقد محسن جاسم الموسوي، ولكل واحد من هؤلاء الفائزين لصمته الابداعية والمكرية والأدبية هي المشهد الثقافي العربي. الشاعر قاسم حداد برز اسمه في أواخر ال!سبعينات من القرن الماضي، وشكل صوته الشعري في البحرين والخليج العريي علامة لافتة في الخريطة الشعرية العربية. واستطاع حداد. على الرغم من ظروف القطيعة الإعلامية والعزلة الثقافية التي كان يعاني منها المثقف الخليجي بشكل نسبي في السبعينات- اختراقي هذه الأوقات والوصول بصوته الإبداعي إلى الساحات الثقافية العربية، ومنذ مجموعته "البشارة" الصادرة في عام 9970 بدا واضحاً انه شاعر مسئول عن ابداعيته التي تنحو إلى الاختلاف، ولكنه الاختلاف القائم على ثقافة وتربية ومرجعيات تعمل معاً على تكريس هذه الابداعية الشعرية المختلفة، وهكذا، ظل قاسم حداد أميناً على قصيدته وعلى حزنه "الدلموني" المعتق. ظل يكتب ويعاند قسوة الحياة مستبسلاً بالشعر، إلى ان بات رمزا شعريا في منطقة الخليج العربي بوجه عام، وتأثر به عدد من شعراء الثمانينات والتسعينات في المنطقة.
أما القاص زكريا تامر فهو سيد القصة القصيرة الساخرة في الوطن العربي بامتياز، ولم تكن سخريته فجة مباشرة أو كاريكاتورية، بل هي سخرية ذات منسوب عال من الشعرية الحزينة التي ترثي وأقعاً عربياً ينهض على عديد من المفارقات الأليمة، أضف إلى ان زكريا أسس لنوع أدبي قصمصي كان هو "ضميره"، أكد ان النص القصصي/التامري " إن جازت العبارة، هو نص من صنيع ذاته، ولم يخرج !ن عباءة أحد. وإلى جانب ذلك، لم يستطع أحد من كتاب القصة القصيرة في الوطن العربي تجاور قصة زكريا تامر وذلك لسبب بسيط هو انه في معظم تجربته أنموذج كامل على ما يطلق عليه "السهل الممتنع"، ولكن، هذا ليس كافياً لعدم الاقتباس أو اختراق قصة تامر. فهو كاتب جريء له تجربة فكرية وإنسانية عميقة وهو أيضا يعرف كيف يكتب قصة نقدية ساخرة من صميم الحياة تماما وليست متغربة عن مكانها وزمانها، المكان الذي هو البطل المطلق في قصص زكريا تامر. ود. عبد الوهاب المسيري مفكر موسوعي يتميز بالتحليلي العقلاني المستند إلى رؤى نقدية. وعلى الرغم من انه بدأ أديباً رومانتيكياً كما تذكر سيرته فإنه اتجه في السنوات الأخيرة إلى البحث المركز في موضوع الصهيونية. لقد شرح لنا د. المسيري الكثير من المفاهيم والاصطلاحات الصهيونية في مرحلة غاية في الحساسية والخطورة ونحن نخوض صراعا تاريخيا مع عدو كان ينبغي علينا ان نعرفه. ومنظومة بحوث د. المسيري انما تأتى في هذا السياق: معرفة العدو، وبالتالي معرفة إدارة الصراع معه.
القاص والروائي المصري محمد البساطي يتميز هو الآخر بشفافية إبداعية تقاربه من فضاء شعري خصوصية اجترحها في مجموعة أعماله القصصية والروائية، ويمكن اعتباره من الجيل الروائي المصري الذي بدأ يكتشف آفاقا جديدة في الرواية العربية والمصرية على وجه الخصوص، واستطاع هذا الكاتب ان يميز صوته الإبداعي في وسط غابة من التنافس وأحيانا التشابه في مصر، إلا انه خرج على هذا التشابه بمجموعة من الأعمال ذات "القيمة الأدبية.

د. محسن الموسوي صاحب منهج نقدي يزواج بين ما هو تراثي وما هو حداثي، إضافة إلى تفوقه في مقاربات ومقارنات مفصلية في ثقافتنا العربية، وثن ابرز مؤلفاته كتابه اللافت: الترجيعات: نظرية التفاعل في الشعر العربي. فضلا عن تناول د. الموسوي الرواية العربية في بعض أعمالة النقدية، وبالفعل استطاع بهذا الجهد النقدي على مدى نحو عشرين عاما ان ينشئ جيلاً نقدياً جديداً في الثقافة العربية استحق عليه هذه الجائزة، وله إلى جانب ذلك مجموعة من الأعمال الروائية.
بقي القول ان جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية ما زالت تغطي بتكريمها المتفوقين من المبدعين العرب، جميع المشهد الثقافي والفكري والأدبي في وطننا العربي، وفي كل دورة، إنما نتذكر مؤسس الجائزة ورائدها الأول الشاعر ورجل الأعمال البارز سلطان بن علي العويس رحمه الله، هذا الرجل الصالح الذكي أعاد الاعتبار إلى المثقفين والكتاب العرب بإنشائه هذه الجائزة المستقلة والمعنية أساسة بصدقية الإبداع ومسؤوليته ومناهضته لكل ما هو معاد للخير والجمال والعدل. نتذكر سلطان بن علي العويس في هذه الدورة السابعة للجائزة، وفي هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الفضيل، فله كل الرحمة من رب العالمين.

جريدة (الخليج) السبت
2 رمضان 1422/ 17 نوفمبر 2001

السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى