مجنون ليلى

( بالاشتراك مع الفنان العراقي ضياء العزاوي)
طبعة لندن
مجموعة أرابسك - لندن 1996

 

ليلة العرس

شعر غزله المجنون في ليلى، صار عطراً نافذ السحر ذاع في بدو الجزيرة وحضرها، ليسمع به شخص اسمه ( ورد )، يخرج من ثقيف الطائف، متتبعاً أخبار ليلى متقصياً مضارب بني عامرٍ، من طرف الجزيرة حتى قلبها وقيل إن ( ورداً ) كان يحفظ كل أشعار قيس ، حتى أنه عندما دخل على والدها خاطباً، كان يردد شعر المجنون أكثر مما يقول كلاماً من عنده، حتى قيل إن ورداً جاء يطلب ليلى من أهلها بشفيعٍ واحدٍ هو شعر قيسٍ فيها وروي أن المهدي والد ليلى وجد في وردٍ الثري من ثقيف، شخصاً من أهل الجمع والمنع، جدير المنزلة، وأنه إلى ذلك سوف يضع لقصة قيس مع ليلى حدود الأعراف التي يوجبها الزواج أجبرت ليلى على الزواج من ورد، بعد تهديدٍ بالتمثيل بها إن رفضت فوقفت ليلة العرس في منتصف الخباء قائلةً لوردٍ : (لقد تزوجتني لأنهم لا لأني، وأنت تدري عن حبي لقيس وعشقه لي، وقد حذرتك من هذا، أما وقد حصل ماحصل ، فإنك تعرف أن لقيسٍ في روحي أكثر مما لك في جسدي، فإذا كنت قبلت ذلك من قبل لابد لك أن تقبل هذا من بعد، فاعرف أن له عندي النصف والثلثين وما يفضل، وإن جمعك ومنعك، اللذين جئت تشتريني بهما، لا يجعلان لك سلطاناً علي، وهذا الأمر بيننا من هذه الليلة، فإذا قبلت فاعلم إنك ز وجي أمام الله والناس وهذا حسبك، لكنه حبيبي أمام الجميع وهذا لا يكفيني ولن يكفيه)

قيل فلما سمع ورد كلامها أطرق طويلاً ثم نظر إلى الواقفة أمامه، مثل حلمٍ بين يديه، يرشح من أصابعه، ولايقو على منعه وقال بعضهم إن (ورداً)، ربما كان يعرف أن هذا لابد واقع، فأحد لا يعرف مقدار ما بين قيس وليلى مثلما يعرف ورد ويدرك لكن ولعه بليلى، هون عليه الخسارة كلها وقيل إن (ورداً) كان قد استحوذت عليه ماهية قيسٍ، حتى استبطنته وتقمصها، وما سعيه للزواج من ليلى، إلا نزوعاً لإحتياز الحلم الذي ابتكره قيس في شعره، وما كان لوردٍ أن يفرط في هذا، وقد تيقن أنه لن ينال من ليلى إلا ما أرادت

 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى