مجنون ليلى

( بالاشتراك مع الفنان العراقي ضياء العزاوي)
طبعة لندن
مجموعة أرابسك - لندن 1996

 

الهداية

لا ييأس، ويظل في انتظاره مفتوناً بوعدها فتتحين ليلى غفلة (وردٍ) فتبعث إليه تدعوه، فيأتي مثل الروح المأخوذ، وهي تكاد تحتقن لانتظاره الذي لا ينفد، والناس في طريقٍ مؤثثةٍ بالأشياء المأخوذة يدخل عليها فتقوم إلى باب المكان تغلق رتاجه وترخي الأستار، وقيس يهيم بها ويهم مثل طيفٍ أخذ منه السحر وشحذته النطرة يجلسان متلاصقين، صمتهما أضعاف الكلام، كلما قال لها سكبت له، أيكما سيطفئني هذه الليلة وأيكما سيشعلني، وهو لا يعرف بأي عضوٍ يأخذ ما تعطيه، وكيف يحتفي بالنعمة التي تبذلها له، يقول وتسكب وتنسكب عليه، وهو لا يكاد يفرغ من رشفةٍ حتى تدركه شهقة، تشحذ جسده بالروح، فيتطاير الشرر وتشب النيران في الثياب، حتى لا يجدان مفراً من التخفف فيرفعان القمصان التي اكتنزت والصرر التي استضاقت والشراشف التي زاحت وانزلقت تتمرغ في ثناياه ويندس في أردانها تتدافع به ويترنح معها تتهدج ويتهجد ويختبل ويصيبهما مثل الهذيان والسهرة سرادق بلا سقفٍ حتى يمسهما صوت الفجر فيخرجان من بعضهما كما يخرج الحالم من الحلم
وعندما يلتقيه الذاهبون إلى صلاة الفجر، يقولون : (لعله اهتدى)
فيقول (اهتديت)
ويذهب كل في طريقين لا يلتقيان أبداً

 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى