مجنون ليلى

( بالاشتراك مع الفنان العراقي ضياء العزاوي)
طبعة لندن
مجموعة أرابسك - لندن 1996

 

شيء غير الجبل

حجبت ليلى عن قيس وانقطعت أخبارها عنه وهو الذي اعتاد على وصلها، فضاق الفسيح في عينيه، وعلم أن أهلها يريدون إتلافه بهذا الحجب، فأخذ يطوف ليله ونهاره بحثاً عن مكانها وكلما صادف شخصاً يسأله عن ليلى وأين غيبوها (ليتهم قتلوني فالموت أروح لي)
كان يهجم في فضاءٍ شاسعٍ وهم يهربون بليلى عنه في الأرض والأرض تتسع لهم وتضيق عليه يسأل عنها فلا يجد في الأرض غير ظلٍ لخطواتٍ شاردةٍ وبقايا طيب، رشته ليلى في هودجها ساعة الرحيل، فيشق ثوبه ويلصق صدره في أثرها يمرغ خديه ويبدأ في كتابة بكائه في ذلك الصعيد الطري يرسم آثار أقدامه المضطربة في رمال الجزيرة، مجتازاً مفازات الأرجاء، يصعد في ذاكرته جبل التوباد، فيهم إليه هائماً متلبثاً بين الوعر والوديان، لعل شيئاً من الحلم ينتفض ويتحقق فيحضنه الضياع ليجد نفسه في ظاهر الشام، يسأل الناس (أين جبل التوباد من أرض بني عامر)
فيقال له : ( وأين أنت من أرض بني عامر ! أنت بالشام)
ويهدونه بالنجوم فيذهب إليها هائماً على وجهه في سديم الكواكب حتى يقع بأرض اليمن فيرى بلاداً مجهولةً وقوماً لا يعرفهم، فيسألهم عن التوباد في أرض بني عامر، فيقولون له : (وأين أنت من أرض بني عامرٍ)
ويهدونه بالكواكب فيتيه في المجرة وليس هذا من طاقة البشر، ولا يزال كذلك حتى يقع على التوباد، فيرى شيئاً غير الجبل

 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى