مجنون ليلى

( بالاشتراك مع الفنان العراقي ضياء العزاوي)
طبعة لندن
مجموعة أرابسك - لندن 1996

 

الطريق الملكية

مجنون هو إذا كان ذلك يكفيه شرهم لكنه لم يكن كافاً ولا كافياً فقد كان العنف أكبر من ذلك حجبت عنه وأكرهت على زواجٍ عاطلٍ حبس وعسف به وطورد مهدور الدم وصار الجنون ملجأ العقل عما يصفون وأكثر الظن أن قيساً أسهم في شيوع جنونه في غير موضع والذين أرادوا سخطه بالجنون نقلوا عن الكلبي محتجاً بشعرٍ فيه لـمح إلى ردٍ على قضاء الله

نقل الأصفهاني خبراً منقوصاً فزدناه عن رجلٍ من نجدٍ يقصد الشام فغسله مطر الليل ذات صحراء، وصادف خيمةً لجأ إليها، فاستقبله رجال يرعون القافلة، بينهم امرأة تقدم بها العمر دون أن يطال حسنها، كأنها تمسك بجمالٍ لا يذهب به الوقت سألته عن بني عامرٍ في نجدٍ (أتعرف رجلاً فيهم يقال له قيس ويلقب بالمجنون) قال : (سرت مع شخصٍ رافقه في شبابه حتى أوقفني على موقعٍ في التوباد أخبرني عن أبيه أن قيساً كان يأنس الوحش فيه ولا يبوح و لا يصحو من الهوى إلا إذا ذكرت ليلى) فبكت المرأة حتى خشيت عليها فقلت (لـم تبكين) قالت (أنا ليلى التي قال فيها قيس شعراً علم العرب العشق) قلت (والجنون؟) قالت (لم يكن الجنون قط، وإنما تماريت فيه عن القبيلة وتماهى به عن السلطان جنون كان سندس طريقنا الملكية إلى الفراديس فماذا يفعل القوم بنا ونحن خارج المعنى، نتلابس مثل النصل والغمد بمعزلٍ عن الزلة والخلة صوابهم يعقل مكبوت النفس وجنوننا يطلق مكتوب القلب فمن النص يتبخر عسل الغبطة كوردة الجسد في اللذة، فما يضير أن يقال لك مجنون وأنت في حرية الروح جننت به أكثر مما فعل ولكنهم لا يعقلون إنه والله أعقل من رأيت وأبهى من اشتملت عليه أنسية على الأرض أو جنية تحتها فمن يقول شعراً كهذا لا يكون والله إلا مجنون الفؤاد، لكنهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك، وقد لذ لنا وأطاب ملقانا ما ذهبوا وحدهم يعمهون) سألتها (ألا تزالين على ذلك الحب؟) قالت (كأنه الآن، فإنني لم أصادف من يعشق مثله ولا من يدفئ جسدي بالشعر مثلما كان يفعل) قلت : (والشهوة؟)
قالت : (الشهوة موجودة، لكن الآلة معطوبة)

 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى