مجنون ليلى

( بالاشتراك مع الفنان العراقي ضياء العزاوي)
طبعة لندن
مجموعة أرابسك - لندن 1996

 

قندة الجسد

يقال لقيس إن البادية كلها أضحت تعرف عشقك لليلى، وهذا يكفي،
فيقول (لكن ليلى لا تعرف)
ويقال له إن ناس البدو والحضر كلهم، يتناقلون حب ليلى لك، وهذا يكفي،
فيقول (لكن قيس لا يعرف)

قالت له ذات ليلةٍ :
إن الذي لك عندي أكثر من الذي لي عندك وأعطي الله عهداً ما جالست بعد يومي هذا رجلاً سواك حتى أذوق الموت، إلا أن أكره على ذلك)
فسمعت منه وبكت معه وهي تضع بنانها في زعفرانة شعره، حتى كاد الصبح أن يسفر، فتنبهت لنفسها فإذا هي سجينة زنده القوية من غير عنف الصارمة بغير غلظة، تتمرغ في صدره الفاره، محلولة الشعر، فارطةً من كل قميصٍ، وهو يمنحها ما منعت عنه، وما جاءت إليه وما لم تعرفه من قبل وعندما أدركها الوقت، شبت مثل شعلة اللهب ناهضةً، تشد أرديتها وهو يبحث لها عن دراعتها وأوشحتها ويعقد معها الدكة والزنار، وهي تلم نثارها الذي غطى البسط ومنح الخباء ألوان الليل والنهار، ثم ودعته وانصرفت وكان هذا أول عهده بالجنون الذي يورثه استذواق قندة الجسد

 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى