دع الملاك

( 2007 )
قاسم حداد

إهداء

إلى موزة خليفة الشملان

ملاك

قاسم حداددَع الملاكَ يتولاكَ
كلما هممتَ أن تنهلَ القدحَ المكنوزَ بنسيان العنب،
دَعْـهُ،
يعرفُ تقديرَ المسافة
بين شفرة الزجاج وشفتين مصقولتين بالولع
سترى كيف يكون الترنحُ بهيّاً
برفقة ملاكٍ
يَـرويك ويَـروي عنك
فتعرف النشوة
في اندلاعِ اللهب المكبوت
فصلَ التذكر الأول،
عنبٌ يستعصي على النسيان

دعه،
ملاكٌ ينتابكَ مثلَ الشغف
يفتحُ لك الطريقَ
يمسح الصهدَ في تجاعيدِكَ
ويصقل لك يقظة التآويل
دعه،
ينالك مثل برق العشق،
ملاكٌ هي الكتابة.

خذ الريح المريضة

أصغِ لشقاءِ الشُرفةِ
متماثلةً للتجربة
خشبٌ يتصدّعُ في سباتِه
كلما هبَّ ضوءٌ شاحبٌ في هيئةِ ريحٍ مريضةٍ
مثل شجرٍ يتقمّصُ معنى الشمس بدلالةِ الهواء
خشبٌ يبلى في شرفةٍ يائسةٍ
في شفير الوحشة.

خـُـذْ فَـتاتك من الزند والخاصرة
واكنزْ لها الحبَ،
مكتوبٌ عليها العناقُ
وعليكَ القبلةُ الخاطفة
خُـذْ الريحَ المريضة بيديك الناعستين

خذ العاصفة
واكترثْ بأعطافِها
تريثْ لها،
تأتيكَ في هيئة السيلِ،
والشمسُ في حمرةِ الخجل
خُـذْ الحكمة الضائعة
وأنتَ تطيل المكوثَ في قبلةٍ منهوبةٍ
في شرفةِ التلاشي
فينهرها الحبُ.

رعاية الآلهة

عصيٌّ على إدراكي،
آلهـةٌ يسوطُوننا بها
في مواقيتَ محسوبةٍ
ويطرحونَ صوتَها الخفيضَ على أرواحنا
في هيئةِ رعودٍ، وفي بروقٍ،
آلهـهٌ صامتة هناك
في أعاليهِا
لا تلوي على الطفيفِ من الأمرِ
أمرٌ قديم
لا نحتاجُ أكثرَ منه،
أن تشرحَ لنا صدورَنا المكدورةَ
بكلمةٍ ترقى على تفاسيرهم
وتبرأ من تآويلنا،

كلمة تضعُنا في المكان الآمنِ من الصلاة
لئلا يتملكُنا شكٌ
بأن الحبَ ممكنٌ وجميلٌ
برعاية آلهةٍ
بلا سدنةٍ ولا سطوة.

الندبة

تصطدم بها يداكَ
كلما طوحتَ بهما
بين هواءٍ طائشٍ
وسطح الطاولة المبسوط
في مستوى كتف المقعد
ندبة، نسِيتَها آلةُ النجّار
وهو يشحذُ الغصن المنذور لحافة الترنح.

ندبةٌ
مثلَ حدبة الكوكب
غامضةٌ ومشتهاةٌ
سادرة في معطف السديم
في التنهيدة الصلبة
منسيّة
في مجرى العربة

في القطار المحموم
في مدينة تَصْخَـبُ، بلا اكتراثٍ،
برسغك المخدوش،
عقدة الخشب الكامنة
راسبة من إرثِ الغابة الموحشة،
ندبة
تنهَرُ يديك عن الغفلة
في طريق الماء المذعور
ساقطاً في كنيسة الطاولة.

تعبتْ الفأسُ القديمة
وهي تخطفُ تلابيبَ الشجرة
قرباناً لفكرة الراحة والحفل
ليجلس راكبٌ في سهرةٍ
عند طاولةٍ يرسم قدحاً
ويلوّح بزجاجِهِ لهواءٍ تائهٍ
فيصابُ بالصلافة.

تضع يدك على مبعدة
في فضاء شظية مسنونة
تسند ظهرك في منجاةٍ من المصادفات،
تنفلتَ طفلةٌ من حضن أمّها في اتجاهٍ غامضٍ
تلحق فراشة ملتصقة بزجاجة النافذة
فيصطدم كتفها الطريّ بصلادة متربصة
لنسمع الانتحابةَ.
طفلةٌ في منتصف الذعر
بين فراشةٍ تطير في حضنٍ النسيان
في انحناءةٍ كاملةٍ لحنانٍ شاملٍ
مستعيداً طفلةً طائشةً
هاربةً من ندبةٍ غير ملحوظة
فيما تصدّ قطاراً       يغادر المدينة.

طيش القناني

كنتُ اكتشفتُ نصوصَكَ الصغرى
وأخفيتُ السماءَ بدفتري
ومشيتُ وحدي
دونَ أن أغفو على ليل الرسائل

كنتُ،
لو كانتْ رسائلك الصغيرة وحدَها بابُ السماء
نعمتُ بالجنات
هيأتُ الإناءَ ذريعةً للماء

لكن المسافة بالغتْ في صقلنا
والتبغ أقسى،
والنبيذ قرينة للبوح
لو كنا تبادلنا القناني وهي طائشة

كألوانٍ،
رسمنا شِعرنا
كنا كسرنا شهقةً للشمس كي تلهو بنا
في الكوكب المغدور
أو كنا ندمنا قبل أن نصحو من الموت الطفيف
كأننا كنا معا.

قلب القوس

وأنتَ في برج القوس
ضعْ يدكَ الثانية على وترٍ مشدودٍ
واجعلْ سهمكَ في عين القلب،
تَـبَـصَّرْ ،
وانظرْ في الطرف الآخر للكون
حدّقْ في هدفك
وانـتـرْ سهمكَ من القلب.

الهودج السكران

(تحية لعازف المطعم الأسباني)

لا تحاول أن تصغي إليه
وهو يعزف
وهو ينهال بأصابعِه المعروقةِ
نجومه المرتعشة
وهو يهطل في غيم السهرة
ببسالةِ غزلانٍ مذعورةٍ
وهو ينحني بجذعه المعصوف بالوجع
على غيثارٍ صاهلٍ
وهو يلامس أطرافَ المقاعد
وحوافّ التختِ بأثيره الرشيق
وهو يَصقلُ الأطباقَ بِبَهارٍ حاذق ٍ
يشحذها بمسٍّ من جنة الحواسِّ
        وشهية الرقص
يؤلفُ النفي     رَ وينفُرُ منه .

لا تصغي إليه،
لن تسمعَ وجيبَه الصاعد
أنظرْ إليه
كأنه في الأعالي
هناكَ
في الشاهق من الإيقاع،
لا تقلْ له
لن يسمعكَ،
يجتاحُ المكانَ بصليلِ أعضائِه
بعناصرِه المتلاشيةِ في هشيمِ الكحول،
لستَ له
لا يسمعك
ولا يراكَ،
عيناه طائرانِ
وأصابعه فَــَراشٌ يَفُرُّ من أوتارِه
شَرارٌ مَسْقِيٌ بحنينٍ الجمر.

ليس لكَ
لن تَصِلَ إليه،
هناك
في الأوج
موجودٌ في التاج والصولجان
ليس في الفيزياء
ليس من الكيمياء
كائنٌ مخطوفٌ مسكونٌ
موصولٌ بما يقطع المكان
يصهرُ طُرقاً يذهب إليها
بلا وجلٍ
غيثارُه، قنديله الدليلُ
ضائعٌ في عينينِ تنظران إليك
ولا تبصرانك،
هل غرفةُ كلامٍ غائبٍ
أم انبثاقُ لحظةٍ
في غبطةِ الوتر ودهشة الرقص
ثمة ما ينبثقُ الآن
مثل زبدِ الكأس الطائش
بين أديم الأصابع الطريّ
وعضلة المعدن الصقيل

لا تصغي
لا يسمعك ولا يراك.

قصف الجوقة الراجلة في المطعم الأسبانيّ
أصغر من غرفة "لوركا" ليلة العرس
سماءٌ صغيرةٌ تَسَعُ النجومَ كلها
والمجرةَ كاملةً،
كواكبُ أليفةٌ مثل وحش ٍ في شجر الغيم
هودجٌ سكرانٌ ابتكَرَهُ مهاجرٌ أسبانيٌ
لاستراحةِ أرواحٍ تائهةٍ
وأجسادٍ مكسورةٍ
تتجاورُ في الخشب الباقي من سفينة نوح
تتقاطر إليه كائناتٌ غريبة تَـشِعُّ شَغَفاً بالمكان
تجلس في عرباتٍ بأحصنةٍ تَجْنَحُ،
الكتفُ الشريدةُ لِصْقَ كتفٍ غريبةٍ
والغيثار بلا شكيمة.

ليستْ الأجوبة بابُ السهرة
أطرافٌ مرتعشةٌ تتعلق بالغيثار
العزفُ والعازفون
المنداحون بخشبهم القديم
في سفينةٍ لا تغرقُ ولا تَصِلْ
والخشبُ الثملُ ينالُ أوسمةَ الماءِ
وأنتَ في غرفة المدارِ
في مجرّةِ باريس
تسردُ أحلامكَ وتُـأوِّلُها
في ليلها الوحيد
الممتد بين "السان ميشيل" و "السان جورج"

روحٌ شريدةُ
في جغرافيا المكان
تتصل بك
تريد أن تشردَ بك
وتشرد معك
في ضياع ٍ فاتنٍ
تقصر عن وصف ما لا يوصف
فتخسر الملكَ والوصيفات
يستفردُ بكَ إيقاعٌ في الجسد
تصعد بك الموسيقى ويخطفك الولعُ

حواسك ليستْ لك
حواسك في مستحيل البرد والتلاشي.

صدفة الضوء

المصادفاتُ أصغرُ ألعابي
والكلماتُ أحجارٌ حـيَّـة
مصفوفة في رسمٍ تبتكره الآلهةُ
صدفة،
ضوءُ الوردة يسقط متعامداً على يقظة السطر
أكتبُ الكلمة هناك
وتفاصيل النكهة الغامضة
لاندلاعِ أطفالٍ يركضون خارجَ أحضان أمهاتهم
في حركة توازي الضحكات
مصادفة تهندسها الظلالُ في ظهيرة الكسل
فلا تتعثر خطواتُ الخبز
في فقراء ينصاعونَ لغوايةِ أحداقٍ مأخوذةٍ

مَنْ يعترضُ على كيمياء عتيقة
وهي تزعُم لا مبالاتَها الكونية
لئلا تأخذَ الحركةُ الشاملة
إسماً آخر غير طبيعة الفيزياء.

الحب

شِعرٌ تكتبه
فيشحذ في كيانك الحبَ
وتكادُ تشفُّ وترهف
وتصير من البلور قريبْ

فتذهب إلى نومك سيدَ الكنز والكتابة

فإنْ لم تفعل هذا الحبَ بشعِركَ
في شأنكَ الصغير،
في حركة جسدك وحديقة روحك
كيف يجوز لك الزَعمُ أنكَ
تفعلُ هذا الصنيعَ الجميلَ لغيرك ؟

مغزل الناسك

ناعمٌ مثل حريرٍ يلثم الوجه
فتعرف أناملَ الملائكة
وتتذكرُ سريراً زاخراً بالأحلام،

هل تعرفه،
مطرٌ في رشاقة مغزل الناسك
لن تدرك وقع دموعه في زجاجة النوم
خطوات تنسابُ
من أذيال غيمةٍ متشبثةٍ بطرف الهواء
لئلا تقع
فتقع في مجرةِ جسدِكَ الشاردِ
في ذريعةِ المطرِ

المطر ذاته
سوف يوقظ ضوءَ نوافذك الغافية
مطرٌ حريرٌ
يحصي زجاجات في ذروة بوحها القاني
تترنح لفرط النبيذ.

صوت

مثل صوتي
كلما ناديته
طارت الأجنحةُ
ريشٌ يعرفُ الأفقَ ويحسنُ تأويلَ الريح
مثل صوتي،
كلماته طريقٌ
يلثم الجرح
ويتلعثم في الحنجرة
يخرج من محبرتي
ويطيش في ألوانك
يتصاعد
في تاجِ الأوجِ
كلامـُه كتابٌ
وإيقاعه يوقظ أطفالاً
ويؤلف الغابة شجرةً شجرة

مثله، الكتابة
مثله ،
لثغةُ الملاكِ
وهو يتهجى وصايا الله المنسية
مثله،
ريشُ الغريب
في برد الوحشة
يتذكر الوردُ تاريخَـه
ثم ينسى
مثله،
صوتيَ المتهدجُ
يمدحُ الأثيرَ
ويصقل معدنَ الفراشات
مثله،
كلما طارَ بي إليكَ
تشبَّثتْ خطواتي بالتيهِ
وعرفتُ الطريق.

سهرة أطول من الليل

نهرٌ صغيرٌ على طاولة السهرة
ثمة قلوبٌ مأسورةٌ جاءتْ من أقاليم الأسر
في خرائطَ ممحوةٍ
وكواكبَ نائيةٍ
قلوبٌ تنجو من جغرافيا السفر والإقامة
يَطلعُ ولعُ الطبيعةِ في تجاعيدِها
جاءتْ تتبادلُ أنخابَها النادرة
جاءتْ من شتاتها
فانداحتْ لها طاولةُ السهرةِ
في ليل باريس الثمل
الرسامونَ
الشعراءُ
الكتابُ
العشاقُ

المغنونَ
الموسيقيونَ
مهندسو الميناء
قراصنةُ المخيلةِ
بناةُ الفهارس
مدققو الأوهام
فارزو الجراح
خطاطون
حوريات الجحيم
حوذيو البهجة
ونساءٌ طويلات البال
يؤازرنّ رجالهنَّ لئلا تخلبهم الأنخابُ
طالعاتٍ من ثمالة النهر
نبيذٌ كَـَنـَزَهُ إيطاليونَ حكماء
وادخروه لغواية السهرة
يؤنسوا به وحشةَ النادلِ وشجنَ الغريب
نبيذٌ يضعُ اللذةَ في عطايا البحر
ويُشفِي الذاكرة
نبيذٌ يصقل أسماكَ الطاهي
يسعف تعثر أخطائنا الأثيرة
ويطلق شكيمةَ اللغةِ
فيما الأكتافُ تتهدلُ
متراصفةً حول طاولةٍ في نكهةِ الغيم

يقف مايسترو السهرة الجميل
مثل منديلٍ مغزولٍ بإبريسم الذهب
ينفحُ عطرَ صداقته الصارمة
في أبجدية الطاولة
ويقودُ حركة الدوارقِ والأقداحِ
مشرفاً بإصبعه المختومة بعربة الماء
على حركة أجرامٍ هائمةٍ
تَـرشفُ وتبوحُ

حيث يحتدمُ سجالُ الأصباغِ والكتابة،
غيمُ الأرواح هنا
والندمُ الفاتن هنا
وهنا محتملُ النسيان،
سَمَكٌ خفيفٌ في صفحةِ كتابٍ طازجٍ
سَمَكٌ طابَ له الطيران في هودج الصحن
سِرْبٌ من القواقع المنسية في دفتر البحر
جاءتْ لتقرأَ لنا طالعنا في النبيذ
في طاولةٍ أطولُ من الليل.

الناصع بعطره

تسعى إليه
مثل سديم ٍ يبدأ الخلقَ
الأرزُ بياسمينِه الناصع
يأتي من لؤلؤ الأعماق
فتسعى إليه في مطاعم سِرّيةٍ
في غفلة باريس عن ليلِها
يصنعه لك طهاةٌ ثملونَ
بنعمة الأحلام وتفسيرها
طهاةٌ يثقونَ في النَصِ
ويَشِكُّونَ في تأويلِه
يَجْلُونَ الأرزَ المتوجَ بالماء الطائش
مثلَ مَليكٍ في الحِكمة

أبيض
لا يغادر الحقل إلا لكي يقرأ سورة الماء
أبيض وصارم
ويحنو على المائدة،
أبيض
مثل فضة تضئ مواقعَ خطواتكَ
في طرقاتِ الليل العصيةِ على فهرس السهرة.

ذاكرة المقهى

مقهاكَ في انتظارك
يلقاك بمقاعده الوالهة
قادمة من الغابة،
خشبٌ طازجٌ في انتظار تعبك الغليظ
يُمَسِّـدُ لك وركيك وكتفيك بالعصيِّ الطريّـةِ
ويشحذ كاحليك بالبوص الليّن،
يحضنك فتنسى،
مقهاكَ، وحيدٌ مثلك
وحيدٌ بدونك
منسيٌ في وحشة الرصيف

محتشدٌ بأحلام الانتظار والفقد
جراحُ قلبِه مندلعة في لامبالاةِ العابرين
يُحدِّقُ في خطواتهم
منتظراً يداً تحطـُ على ذراعه المتروكة
مقهاكَ
ينتظرك
مثل غابةٍ مكنوزةٍ بطيور الوحشة.

نهج السيرة

سِيرتك وأنت تندمُ
مثل معجمٍ يخطئ المعنى
سيرتك
تنهداتُ القتيل
دَمه يغيم ويفصح
متحشرجاً بشظايا اللغة
متعثراً بالكتب تحت الجسر
في طريقه إلى شرفة الاعتراف
سيرتك
تكتبها امرأةٌ تستعيدك بنبيذِها النزق
وتبغها الرطب
وبهجتها الخائبة
امرأةٌ تتهجى فهرسَ الهزائمِ
بأنخابٍ تبادَلتْها مع العاصفة

في سجالِ المخمورات
فاشتهتْ
وانداحتْ
وشغفتْ
وهَـذتْ
واشتبكتْ
وتعثرتْ بالأثيرٍ يخذلها.

امرأةٌ تكتبك
وتصوغُ سيرتك
التي بذلْتَ لها أرشيفَ الشغفِ ومعجم الجمر
امرأةٌ ترصدُ لكَ الندمَ
تؤثثُ مستقبلَها بإرثِكَ
وتريدُ لكَ أن تنسى.

حياة ضيقة

تلك هي قرينة الصباح
تموتُ قليلاً
وأنتَ تمنحُها النحيبَ المكنوز
من خراجك اليوميّ
قربانُ بذخك الفادح،
صبيةٌ في رصيف نزلِكَ،
تنحني منتحباً
خاشعاً حتى ذيل أسمالِها الملتصق
بتجاعيد الحجر البارد
بعد ليلةٍ ماطرة
متفادياً النظر في العينين،
عينان منذورتان
ترفعهما لترى مجهولاً غير مرئيٍ
يبدأ يومه بتحية الوشاح الكالح

الثملة لفرط البرد
في باب النزل
منطوية مثل حلزون تتقي عابراً مألوفاً
وفضول نظرات عابرة من غير مَنْح ٍ
تريد أن تعرفَ
تريد يقيناً يسعفُ.

يأتي بارتعاشةٍ خفيةٍ،
المنحني حتى ملتقى الأنفاس
لكي يضعَ فلزات روحه الساخنة
بعد نهارٍ فادحٍ وليلٍ مترفٍ
بيدٍ حييةٍ
تكاد أن تصرخَ وجعاً من صنيعها،
تلك قرابينُه
كَمَنْ يتطهر كل صباح
من جرائرِ المَجَرٍةِ برمتِها
مجرةٌ غير مكترثةٍ بصبيةٍ مذعورة
في باب الحياة،
يضع نحاساً دافئاً في يدٍ باردة
ويذهب تائهاً في سديمٍ خالقٍ.

مترو باريس

اربطـْ جأشَكَ
وأنتَ ذاهبٌ تأخذ مترو باريس
فيأخذك بقوة
مثل شابٍ يَهْصُرُ فتاتَه المتضاحكة
بزندٍ مفتولةٍ،
فتاة تندلعُ من حضنه
منسجمة مع تسارع الضوء الشاحب
وهو يبرق في شقوق الأرض الضيقة
عتمات تبتلع العربات المنفلتة
تُـأرجِحُ الفتى المغترّ بزنده
الرحيم بفتاته
غير مكترثٍ بشخصٍ مثلك
مربوط الجأش
يفشل في إخفاء فرائصه المرتعشة لفرط
الصريخ الجارح

لحديدٍ يحكّ دواليبَ الفولاذ في سكة البرق
ويشهق لتلاطم عظام العربات
على اسمنت ظلام كامنٍ في أحشاء الأرض
ليس لجأشِكَ شأنٌ بنحيبك في سديم المتاهات،

مترو باريس
تذهب لتأخذه.. فيأخذك.

في ضيافة الشجرة

تقف في غربتك العابرة
فتأخذك الشجرةُ إلى ظلِها الدافئ
تخوضُ بقدميك الباكيتين
في خضرةٍ يانعةٍ
يتدفق حول كاحليك موجُ أوراقٍ
وأغصانٍ وكواكب صغيرةٍ
شجرة تمسك بأكثر أعضائك خوفاً
وتقودك نحو نعمتها

ماذا كنتَ تنتظرُ
في ضيافة الشجرة الحانية
وكيف لقدميك الغريبتين أن تصدقا شجرةً
تأخذ يديك بأيديها الكثيرة

وتمنح القدمين ريشاً
وتطلق الخضرة في هيئة البحر
شجرةٌ كريمةٌ لطيفةُ المعشر
كثيرةُ البكاء
ترأفُ بحزنك
ولا تشبه الغابة.

كونشرتو بهو السفر

(إلى متحف "أورسي")

يختلط عليكَ المكان والوقت
فهدير العجلات في نهر الحديد القديم
صوتٌ رصينٌ منذ العتبات الرحبة
تدركه وأنت مقبلٌ على البهو
تسمع ذلك الصليل الكثيف على الجانبين
وتحسّ بوقعه المتثاقل
لفرط المسافة ووطأة العبء،
يستقبلك فتتقدم
تهطل اللوحات بأشكالها الهائلة
قماشة تدبّ فيها الحياة وتنهض
مخلوقات تحيط بخطواتك
متصلة بأمثولات محسوسة
منذ عجائن الزيوت المنسية
حتى صلصال الطين الطازج
صرير الصخر المكبوت
ومرايا الغرانيت

تماثيلُ ما إن تضعَ يدَكَ عليها
حتى تستيقظ فيها الأحلامُ
يشبُّ الحجرُ
يسعى لدفء يديك
يمسُّكَ فتألفُ المكانَ
متقمصاً الأشكالَ والخطوط
بشظايا القطن والصوف والحرير
عناصر مشمولة بأصابع رسامين أصحاء
أثمَلتْهُمُ المسافةُ
يترنحونَ بفعل الوجد
أصابعُهم نزقةٌ وتحسنُ الخلقَ
تقْدُرُ على إتقان الحلم وشهوة النظر
حيث الكائنات تتلألأ بدقتها المتناهية
منتظرةً شرارةَ الفعل
تستدرجك لتبدأ...
فتبدأ.

موقف النـفَّـري

انقرضْ أيها النفَّري
الذي حَصّـنَ أخطائنا بالنجاة مع الموت
كي لا نموتَ على وجهنا،

إنقرضْ
يا صواباً يؤجل أقدارَنا
يصطفينا من النص
يشحذنا بالمعاجم في يقظةٍ،
كي ننام،
انقرضْ في سلام.

كلما استيقظتْ شهوةٌ في التأمل
طاشَ الجنونُ

بنا،
أيها النفريّ الحنون على يأسِنا
لا تمتْ مثلنا،

انقرضْ
ليتنا لم نمتْ قبل أحلامنا
أيها النفَّري انقرضْ كلما .. وحدنا .

****

الترنيمة

(إلى صبحي حديدي)

سأموت يا صبحي
فلا تدع القصيدة وحدَها
خُذها إلى باريس
واصقلْ نجمَها بالأفق
طمْـئِنّها بمنفاكَ الطويل
وقُلْ لها عن كأسِكَ المكسور
عن جهةٍ لها في قلبك المأسور
عن باقي قِـوانا وهي تفشلُ في اكتشاف السر
في المعنى القديم لنعشنا اليوميّ
في ضعف الدلالةِ
في السُلالةِ
في انقراض الحلم
في أشلائنا
في موتنا
في غفلة المنظور.


تعبتُ من الكتابة
والقصيدةُ وحدَها في الليل
وحدي بعدها

خذها معكْ
أثثْ بها مستقبلَ الباقينَ من أصحابِكَ القتلى
وقُـلْ مهلاً .. لهمْ،
قل للذي يحنو على أخباره بالحب
أنَّ الشعرَ أقصى ما تنالُ قصيدةٌ في النوم
لا تتركْ لريشِ الموتِ أن يُخفي خطيئتنا
وهيّئِنا لمفترق الكلامِ عن الكتابة.

يا صديقي
للقصيدة دهشةٌ في السَرد،
لا بيتي ولا بيتُ القصيدِ
ولا شظايا النثرِ تسعفني لكي أبقى
فمن يأتي سواك لكي يؤلفَ فسحةً
تـَسعُ المدى والموت.

لا تغفلْ عن الأسماءِ وهي تجرّدُ الأشياءَ
تنضح بالغموض المنطقيّ
لتنتهي فينا.

دع الغيمَ الشفيفَ يؤجل النص الأخير
ودعه مهتاجاً
يَخُبُّ مُأرجحاً جلبابَه البحريّ

سأترك في كتابتك الوشيكة منتهى خوفي من التفسير
خوفي من بقاياي الوحيدة
وحدها في الليل.

خطيئتنا
نموتُ ونتركُ المعنى
فَـدَعنا
كلما مِـتنا تماثلَ إرثُـنا للوهج
أو ضعنا هنا
مثل الأدلاء الحيارى في الترنح
يمرحونَ،

وكلما متنا قليلاً
بالغوا في التيه

يا صبحي
أموتُ وأتركُ المعنى لتأويلاتـِكَ السَكرى
أموتُ ..
.. ومرة أُخرى،
فخذْ ماءَ القصيدةَ
واستعدْ ما ينتهي فيها ويبقى
آهِ
طمئِـنها بقاموس البلاغة وهو يصقلُ حلمنا
واخدعْ بها مستقبلَ الموتى
لئلا يخجلون من الغياب

لقد تعبتُ
وما تبقى لي من الأسماء
لا يكفي لتفسير المعاني وهي تخرجُ عن دلالتها.

تمهلْ كلما حاولتَ أن تمحو
وخَفِّفْ وطأَ مَنْ يأتونَ بعد النص

سوف أموتُ يا صبحي
فلا تدع القصيدة وحدَها
خذها لمنفاك الأليف
وعُـدْ بها للبيت
حيثُ الياسمينُ
سيقرأ العطرَ الذي لا ينتهي بالموت

يا صبحي
صباحُكَ موشِكٌ بالشمس.

2006

***

ريشةٌ أمْ جَناح

(إلى لبنى الأمين)

( 1 )

ريشةٌ أمْ جَناح
هذه الوردةُ المستريحةُ في الريحِ
ماذا سيبقى لها من هداياك
لو أنها مسّت الحلمَ
لو أنها بالغتْ في انتظار الصباح

***

صرخةٌ في الغَجَرْ
لهم حصةُ الجمرِ في الريحِ
والماء في النهر
ليتَ الذي هَـنّـدَسَ الزمهريرَ
احتمى بالقميص الأخير
لكي يَطمئنَّ الخَطرْ.

***

نجمةُ القلبِ في النومِ
في وردةٍ يرسمُ اللهُ باللون في مائِها
يفتحُ بابَ التآويل،
فيما تُخَفِّفُ ثقلَ الدلالة أسماؤُها
نجمةٌ، مَـنْ لها
وهي تُؤثثُ أحلامَها بالتفاصيل
غيرُ الذي يصقلُ ريشَ الأناملِ
كي لا تنامَ الفراشةُ .. في نومِها.

***

وردةُ الصدرِ يا وحدَها
جنةٌ سوف تَهذي بطعم الفراديسِ
تشربُ في كرمةِ الناسِ
آلِاءهــا.

( 2 )

ربما
ربما

فالأصابعُ ليستْ سوى نجمةٍ تسهرُ الآنَ
كي يأخذ الحُلْمُ مأخذَهُ في الكتابْ

ربما
ربما

فالظلالُ الكئيبةُ ليستْ سوى ظِلنا
خَلفَنا
يشتهينا، ويُغوي الأدلاءَ
كي تستمرَ الكتابةُ في الحلمِ..
.. يا وَحدَنا

ربما
ربما

غيرَ أنِّ الجناحَ هو الآن في ريشةِ الريحِ
في حُلمِنا المستباحْ

ربما
ربما

في الليلِ قَـبْـلَ الصباحْ.

***

الآلهة ليست وحدَها


لو أنك بَكَّـرْتَ
كنتَ غبتَ في غيمة القاطرات الداكنة
بأنفاس الفحم
وتنهدات العربات المتعبة
مسافرون ينحدرون بحقائب الدهشة
المكنوزة بمدخرات الرحيل

لو أنك بكّرتَ قليلا
كنت احتدمتَ في برزخ المسافة
حيث تدافع المغادرون
يمتزجون بالجموع المندلقة
من العربات ذاتها
تصلُ
وتتدفق كالأباريق
حيث لا فرق،
هل أنتَ في دخولٍ أم في خروجٍ
لا فرق،
بين حسرة الذهاب وفرحة الوصول
الفرق في ارتعاشة التحول
حيث الحجر شرفة الدلالات
والبهو شهقة الفن.

لو انك بكرتَ قليلا
لتسنى لك الغرقُ في تفاصيل غُرفِ النومِ
والأسِرّة متثائبة
لا تَبْلى ولا تَضيع
مشغولة بكائنات منتظرةٍ بدون يأس
و بلا ضغائن
مثل أجسادٍ خرجتْ تواً من شرفة الحب
ومرايا تطفو في زئبقها أطيافٌ نحيلةٌ
لفرط العشق.

"أورسي"
ليست مصادفة أنه مَخدُعُ السفرِ
رواقُ الكونِ
ومُنحنى تشكيل العالم
وبهوٌ ليقظة اللون في الخط والحركة.
فالفنُّ هو أيضاً وسائطُ للسفر والإقامة
حيث العناصر
تتحوّل وتتلاشى وتنثالُ
في خفق المعدن وشهوة الحجر
لوحاتٌ مثقلةٌ بالكائنات الشاهقة
مخلوقاتٌ بِـكرٌ،
متوترةٌ، باسلةٌ،
تلك هي شهادةُ الحياة على الموت
تلك هي قرينةٌ فـذّةٌ
على أنَّ الآلهة ليستْ وحدَها
صنيعة الجمال وصانعته
ليستْ وحدها سيدة الخلق
وابتكار الوسائل
وهندسة المعنى،
ليستْ وحدها من يسُوسُ الأقدارَ
ويصقل مخيلةَ الناس،
المبدعون يفعلون ذلك الآن.

***

ورشة "أورسي"

( 1 )

لم أتمكن من تفادي شهوة المقارنة الفانتازية بين بريق تفاحة سيزان وسقوط تفاحة نيوتن في هاوية المسافة.
هنا،
ليست المسافة بين اللوحة وأختها سوى راحة فاتنة بين الحضن والعناق، حشدُ أشغالٍ تشفُّ عن المعنى بصراحةٍ وتصدّكَ كلما هممتَ أن تبوح. تعبيريون يخلعون قمصانهم لقصف أكثر الانطباعيين قدرةً على الصخب واللهو والمشاكسات، يخرجون من المعنى الضيق ليقذفوا بأجسادهم في سهوب الروح الخالق.
ستعرف، وأنت تنساب متنقلاً بين القاعات بأسقفها الشاهقة الألوان، كم أن عربات القطار ضرب من السحر، فكلما تعبت في قاعةٍ أخذتكَ عربة أخرى إلى بهو جديد.
سيأخذك ولعُ اللون الصاخب، الصارم المتصاعد لورشة أعمال أكثر الانطباعيين رهافة وعمقاً.
وما عليك إلا أن تنتخب النخب الذي تحب، لكي تلبس قميصاً بألوان أحد هؤلاء الموغلين في الشغف. فنانون، يشتغلون في الفضاء البرزخي لجحيم يوشك وفردوس في الاحتمال.

(سيروت) (مكسملان لوك)، (هينز كروس) وبقية العصبة الواثقة.
ثمة جسرٌ يموجُ بالنقط الهاطلة من (مونت) و(بوسترال) و(رنوار)

ثمة إيقاع يأتي رشيقاً لـ(ديغا) مجنون الباليه، الذي يغمرك بفتياته الفاتنات يتسربن خارج حدود اللوحة، ليشاركنك القاعة والمقاعد والتجوال والتعثر بكتف عاري هنا وقدم نحيلة في حذاء الساتان هناك.
الأعمال النادرة لورشة (ديغا) المنحوتة تساعدك على الإحساس بأنك، بالفعل، في حركته الحية وهو ينتقل من اللون في قماشة اللوحة إلى المواد الخام اللامحدودة في فضاء الصالة، محاولاً الإحاطة باللحظة الحية الرائعة لفعل الرقص.
طابَ لي أن أتذكر المرة الأولى التي تعرفتُ فيها على فنان الباليه (ديغا)، من خلال أحد الملفات التشكيلية التي كانت مجلة (الهلال) المصرية تعتني بتوفيرها في ستينات وسبعينات القرن الماضي بجهد فنانين محترفين. كان ولعي بهذه الملفات قد دفعني لأن أحتفظ بها في أرشيفي الخاص، وربما لا يزال بعضها هناك.
وأذكر أنني وقتها كنت أظن بأن (ديغا) ليس رساماً فحسب، ولكنه مدرب فرقة الباليه أيضاً.

( 2 )

لوحة "استراحة الفلاح" وزوجته، بملابسهما الزرقاء، حيث الروح الفعالة تفيض على الجسد، في حقل القمح الذهبي، عطاء عملهما الكريم.
أوصاني الصديق (صبحي حديدي)، بهذه اللوحة بالذات، وهو ينصحني بعدم تفويت زيارة متحف (أورسي)، سرّني أنه فعل ذلك، فهو قد لامَسَ شغافَ مُولَعٍ بـ(فان غوخ). الرسامُ الذي رافقني السنوات الأخيرة، كما لو أنه قرينٌ غير معلن لنص في الحسبان. فليس أقل من أن أشترك مع هذا الفنان في عمل إبداعي، هو دائماً قيد الانجاز. فكل لوحة لهذا الرسم هي تجربة إنسانية باهرة تستحق التريث.

إذن،
هذا هو (فان غوخ) الرهيب.
ستحتاج بعض الوقت لكي تتدارك دهشةً تتصاعد بك كلما مكثت أمام هذا الحقل، فحصاد القمح ليس سوى الذريعة الكونية لكي يقول لنا (فان غوخ) أن الحب هو السبب الأصيل لتحية الطبيعة، والتعبير لها عن التقدير على منحتها الطيبة، وتبادل العناق معها في غمرة هذا الذهب الطريّ الذي يندلع من الطين كلما أخلصتَ له وسهرتَ على ملامسته بشغافك.
فالاسترخائة العميقة التي استسلم لها الفلاحان بعد العمل، تشي بأن ضرباً من الطمأنينة لا يحصل عليها صانع الجمال إلا إذا كان مخلصاً كما لو أنه في صلاة.
عند (فان غوخ)، الرسم هو أيضاً ضربٌ من الصلاة.
الأزرق القاني في حضن صفرة الذهب الناصعة هو تجسيد الألق الروحي الذي يميز (فان غوخ)، عندما يتعلق الأمر بالفن.

( 3 )

عند (رينوار)، كما العديد من الانطباعيين، ثمة الحضور الطاغي للموسيقى، بالإضافة إلى الرقص والعازفين والعازفات، حتى أن (رينوار) قد رسم البورتريه الأشهر للموسيقار ريتشار فاغنر.

هل كانت الموسيقى ترسم معهم؟

دائماً، حين أصادفُ حالة التقاطع الفني هذه بين الفنانين الأروبيين، يخالجني سؤال أول: لماذا يندر، في التجربة العربية، أن تتحقق هذه العلاقة الفنية الحميمة والمشتركة بين مختلف المبدعين العرب؟

وسؤال ثان: لماذا تبدو الثقافة البصرية خصوصاً ضعيفة، أو شبه غائبة في سياق التجربة الفنية الإبداعية العربية كبنية مكوّنة في الإنتاج المتحقق؟

( 4 )

كلما تعرفت على تجربة تشكيلية جديدة ينتابني شعور الثقة بأن الأدب هو شرفة جديرة للترحيب بفن الرسم لكي يتسع الأفق أمام الكاتب.
في هذه الزيارة لمتحف (أورسي)، اكتشفت فناناً متميزاً أسمع عنه لأول مرة، فنان تخاله يرسم لوحاته قبل أن يخرج من أحلامه، ليست فقط لفرط المخيلة الباهرة في موضوعاته، ولكن لتميز تقنيته البالغة الشفافية في تنفيذ لوحته، حتى تكاد تقصر عن إدراك ما إذا كانت اللوحة صنيعَ الحلم نفسه مباشرة أم بواسطة أنامل الفنان وريشته، بل أن تعبير ريشة هنا ستكون أكثر ملائمة من (فرشاة) لفرط الرهافة الحميمة التي تحس بها بصرياً وروحياً.

رسمٌ هو أجمل من الحلم قليلا،
تلك هي لوحات هذا الفنان المفاجئ (اوديلون ريدون).
لقد خصص متحف (أورسي) هذه المرة جناحاً خاصاً لأعمال هذا الفنان، الذي عاش بين (1840- 1916).
والذي لا يزال يعيش بيننا... وبعدنا.

***

صدر للشاعر

  • البشارة- البحرين- ابريل 1970
  • خروج رأس الحسين من المدن الخائنة- بيروت- ابريل 1972
  • الدم الثاني- البحرين- سبتمبر 1975
  • قلب الحب- بيروت- فبراير 1980
  • القيامة- بيروت- 1980
  • شظايا- بيروت- 1982
  • انتماءات- بيروت- 1982
  • الجواشن- (نص مشترك مع أمين صالح) – المغرب- 1989- دمشق 2004
  • يمشي مخفوراً بالوعول – لندن- 1990
  • عزلة الملكات- البحرين- 1992
  • نقد الأمل- بيروت- 1995
  • أخبار مجنون ليلى-(بالاشتراك مع الفنان ضياء العزاوي) البحرين–لندن 1996
  • ليس بهذا الشكل ولا بشكل آخر- الكويت- 1997
  • الأعمال الشعرية- (مجلدان) المؤسسة العربية للدراسات والنشر-بيروت- 2000
  • علاج المسافة- تونس 2000- بيروت 2002
  • له حصة في الولع- بيروت – 2000
  • المستحيل الأزرق- كتاب مشترك مع المصور صالح العزاز- (ترجمة/فرنسية- عبداللطيف اللعبي- انجليزية- نعيم عاشور) 2001
  • ورشة الأمل- (سيرة شخصية لمدينة المحرق)- بيروت 2004- القاهرة- 2007
  • أيقظتني الساحرة (مع ترجمة انجليزية- محمد الخزاعي) بيروت- 2004
  • ما أجملك أيها الذئب- بيروت- 2006
  • لستَ ضيفاً على أحد – بيروت 2007
  • فتنة السؤال- 2008

www.jehat.com
email: qassim@qhaddad.com

 

 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى