القيامة

القيامة

الطبعة الأولى 1980
دار الكلمة / دار بن رشد - بيروت
لوحة الغلاف - خوان ميرو
عدد الصفحات 114

 

5 الصعاليك يفتحون العواصم

هات يديك الملهمتين
أريك النبأ الطازج يزدان بزهو الزئبق
هات أحقق في عينيك الأحلام
أريك سلام الأرض لطير البحر
أريك القهر المتخثر في الدم
أريك الهم يغادر عاصمة الأوطان
أريك زمانا يأتي مثل ملاك
وأريك هلاك الطاغوت
يصير القوت صديقا للفقراء
تعال ترى تاريخ التاج يموت
ترى الأرتاج رمادا في التنور
قبيل النور
تعال وهات يديك الضارعتين
أريك نبياً مات نبياً تاه نبياً زاغ
أريك إلهاً سوف
إلهاً مات
أريك الكأس المكسور
لأن الخمرة جامحة
رأيت كان اللون يؤجج أفق العينين
رأيت صعاليك الأرض يقومون من الأشجار
من الأحجار
رأيت النار تضيء الوقت لهم وترافقهم
كانوا كالطير
رأيت بلادا تفتح أبواب الحزن لهم
والطير يطير
ويحزم صوت الصعلوك نشيج الأرض
رأيت صعاليك الأرض يغنون
وينداحون كموج البحر المسكون بوهج الجنس
فيشهق قلب الفرح بقلبي
هذا جيش يمتد
يؤسس تاريخا يغوي ويغير يغير
هذا جيش جاء يسير خطو الخلق
بقلب الشرق
رأيت صعاليك الفوضى ينسربون من الصخر
وعبر شقوق النهر
رأيت أظافر جوع تفتح للخبز طريقا
للضحكة جرحا
وتشق شرائع شاخصة في الغدر
وغاب الهدر
الباب يؤرخ يرخي فدخلت
كان عشاء الحب معدا
مد الصعلوك لي الأنخاب وقال اشرب
فشربت
الخمر يضج بصخب الحب وكان
الساهر ينداح فطاح الكأس
لأن الخمرة واسعة والكأس تضيق بها
سكر الريش
سيخرج من خمر الصعلوك الغامر جيل يجتاح
خذ المفتاح وفض الباب وخذني
عين الفضة موغلة والدرب جميل الخطو
فهات يديك الساكرتين
أريك بلاد الأسماء

 
السيرة الذاتية
الأعمال الأدبية
عن الشاعر والتجربة
سيرة النص
مالم ينشر في كتاب
لقاءات
الشاعر بصوته
فعاليات
لغات آخرى